تواصل منطقة الخليج تأكيد مكانتها كمركز للابتكار والقيادة، بفضل نساء استثنائيات يتركن بصمة واضحة في مختلف القطاعات. فهؤلاء الرائدات لا يقدن التغيير فحسب، بل يسهمن بفاعلية في تشكيل مستقبل أكثر إشراقاً.
ومن بين هذه الشخصيات الملهمة تبرز الدكتورة سمية زاهر، الرئيس التنفيذي لمجموعة رعاية النساء والأطفال في "إم42"، والتي تضم مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال ومراكز هيلث بلس للإخصاب.
بخبرة تمتد لأكثر من عشرين عاماً في المجالين السريري والإداري، أثبتت الدكتورة سمية نفسها كقوة محركة في مسيرة التحول في الرعاية الصحية. حيث تجمع رؤيتها بين التميز الطبي والرعاية التي تتمحور حول المريض، إلى جانب بناء أنظمة صحية مستدامة. وقد أعادت من خلال عملها تعريف مفهوم تقديم الرعاية الصحية للنساء والأطفال في المنطقة، واضعة التعاطف وتمكين المريض في صميم كل تفاعل.
تحت قيادتها، وسّع مستشفى دانة الإمارات نطاق خدماته التخصصية من خلال إنشاء مراكز تميز في مجالات متعددة، مثل علاج بطانة الرحم المهاجرة، رعاية سن اليأس، مشاكل السلس وصحة قاع الحوض، التأهيل العصبي للأطفال، وجراحة الجنف. وتعكس هذه التوسعات التزامها بنهج شمولي يعالج الجوانب النفسية والعاطفية والجسدية لرحلة المريض.
كما قادت مبادرات رائدة تتمحور حول المريض، بما في ذلك تأسيس مجموعة استشارية للمرضى، وإشراكهم في البحث العلمي والحوكمة السريرية. ومن خلال دعمها لرعاية الولادة بقيادة القابلات وتشجيع خيارات الولادة الواعية، أرست معايير جديدة في رعاية الأمومة على مستوى الدولة.
وعلى صعيد تطوير الكفاءات، كرّست الدكتورة سمية جهودها لإعداد الجيل القادم من المهنيين الصحيين الإماراتيين، وكان لها دور محوري في إطلاق برامج الإقامة في تخصصي التوليد وطب الأطفال، معززة ثقافة الرعاية الرحيمة والتميز الأكاديمي داخل المستشفى.
وبصفتها رئيسة لجنة البحث والتطوير في المستشفى، ساهمت في نشر أبحاث مهمة في الأدبيات الطبية الدولية، وتم تكريمها في محافل علمية عالمية مثل مؤتمر الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد (RCOG). كما قامت بتطبيق أفضل الممارسات العالمية على المستوى التشغيلي، مما ساهم في تحسين جودة الخدمات ورفع مستوى تجربة المريض.
إن إرث الدكتورة سمية زاهر يتجسد في التمكين والشمولية والتميّز. ولا تزال قيادتها الاستراتيجية وجهودها المتواصلة ترفع من معايير الرعاية الصحية، ليس فقط داخل مستشفى دانة الإمارات، بل في القطاع الصحي الأوسع في منطقة الخليج. ويُعد اختيارها ضمن "أفضل 20 امرأة ملهمة في الخليج لعام 2025" شهادة على تأثيرها المستمر، والوعد بمستقبل أكثر تطوراً وتمكيناً للمرأة في مجال القيادة الصحية.