نجح الأطباء في أبوظبي في إنقاذ طفلة مواطنة حديثة الولادة تمت ولادتها في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال في أبوظبي على عمر 23 أسبوعاً و 3 أيام من الحمل أي خمسة شهور فقط، وبلغ وزنها عند الولادة 550 غرام وطولها 30 سنتيميتراً، حيث تعتبر من الحالات النادرة على مستوى العالم من جهة موعد الولادة ووزن المولودة الذي يعتبر قليل جداً إذا ما أخذنا في الاعتبار أن الوزن المثالي للمولود بعد اكتمال مدة الحمل يزيد عادة عن 2500 غرام.
وقال السيد محمد علي الشرفاء الحمادي الرئيس التنفيذي للمجموعة الشرقية المتحدة للخدمات الطبية التي تمتلك وتدير مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال أن بمشيئة الله وقدرته، أسهمت الكوادر الطبية ذات الكفاءة العالية في مستشفى دانة الإمارات إلى جانب وحدة العناية المركزة بالأطفال الخدج المتطورة والمعتمدة من قبل دائرة الصحة في أبوظبي ضمن المستوى الثالث في إنقاذ المولودة التي أمضت 132 يوماً في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة و 4 أيام في قسم الأطفال، مشيراً إلى أن المجموعة تحرص على توفير أحدث التقنيات والمعدات الطبية واستقطاب الكوادر ذات الكفاءة العالية لتوفير أفضل الخدمات الصحية على المستوى العالمي.
وأوضح الدكتور إيفيانو أسويتا استشاري ورئيس قسم الخدج وحديثي الولادة في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال أن الحالة تعتبر نادرة جداً، حيث أن نسبة حدوث الولادة على عمر 23 أسبوعاً من الحمل عالمياً هي في حدود 5 ولادات بين كل 10 آلاف ولادة، وأن نسبة استمرار حياة المولود على هذا العمر من الحمل هي 29%، موضحاً أن كل أعضاء المولود على هذا العمر من الحمل تكون غير مكتملة ومنها الرئتين، ولا تستطيع هذه الأعضاء القيام بوظائفها ما يتطلب إدخال المولود في حاضنة تتوفر فيها بيئة مشابهة لرحم الأم ودعمها بأجهزة للتنفس والتغذية وغيرها حتى يصل المولود الى عمر ال 35 أسبوعاً من الحمل ويزن أكثر من 1800 جرام.
وقال أنه أجريت فحوصات وقائية شاملة للمولودة عند ولادتها وخلال مكوثها في المستشفى منها فحص شبكية العين وفحوصات القلب والدماغ وغيرها من الفحوصات التي تجرى لجميع المواليد في مستشفى دانة الإمارات، وقبل مغادرتها العناية المركزة أظهرت آخر الفحوصات اكتمال نمو جميع أعضائها وقيامها بوظائفها على الوجه الأكمل.
وأشار إلى أن إجمالي المواليد في مستشفى دانة الإمارات بلغ 12 ألف مولود منذ افتتاح المستشفى في العام 2015 منهم 1270 مولوداً ومولودة تم إدخالهم وحدة العناية المركزة للأطفال الخدج لأسباب طبية مختلفة و150 منهم يعتبرون خدج ولدوا قبل 33 أسبوع من الحمل فقط وكان ضمنهم 10 مواليد تمت ولادتهم بين الأسبوع 23 و 26 من الحمل وأصغرهم كانت الطفلة ريما عبدالله الكعبي التي استقبلناها في الاسبوع 23 من الحمل والتي تعتبر « الأشد خداجة».
وقال السيد ماريانو جونزاليز الرئيس التنفيذي في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال أن المولودة حظيت باهتمام ومتابعة ورعاية بشكل مستمر تكللت بالنجاح وقد غادرت المستشفى وهي تتمتع بصحة جيدة وقد وصل وزنها إلى 2500 غرام، وهذا إنجاز جديد للمستشفى الذي يعتبر مركز مرجعي في أبوظبي للولادات عالية الخطورة والولادات المبكرة وطب الأجنة وجراحات الأطفال وطب قلب الأطفال حيث تتوفر الخبرات والتقنيات اللازمة لتشخيص ورعاية الأطفال الخدج ولدى الفريق الخبرة الكافية وخاصة ان المسشفى يستقبل الحالات المعقدة طوال العام.
وأعرب والد المولودة عبد الله علي الكعبي عن سعادته البالغة بإنقاذ ابنته ريما التي ولدت في الشهر الخامس من الحمل حيث حصلت علامات الولادة المبكرة لوالدتها في هذا الوقت وقد كان وزنها صغير جداً عند الولادة قائلاً في البداية فكرت السفر للعلاج في الخارج إلا أن الأطباء المختصين أجمعوا على أنه لا أحد يتحمل مسؤولية نقلها لصعوبة عملية النقل، ولا ينصحوا بذلك.
وأضاف أنه بعد أن لمس الاهتمام الطبي والعناية بابنته من قبل الكادر الطبي المتخصص في المستشفى قرر أن تبقى في مستشفى دانة الإمارات الذي ولدت فيها، والحمد الله غادرت المستشفى بعد مكوثها فيه قرابة الأربع شهور وهي بصحة جيدة الحمد لله رافعاً الشكر والتقدير إلى إدارة المستشفى والكادر الطبي والتمريضي والفني لرعايتهم الفائقة بابنته.