وتم الإعلان عن إطلاق البنك الحيوي في أبوظبي على هامش فعاليات أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية 2024، حيث يعتبر البنك جزءاً من رؤية الإمارة المتمثلة في إنشاء مركز عالمي فريد للبنوك الحيوية، بهدف توفير أصول بيانات مهمة يمكنها أن ترتقي بسبل رعاية الإنسان والحفاظ على صحته، وستمثل هذه المبادرة ركيزة رئيسة للدفع نحو تحوّل نوعي في القطاع الصحي، وستسعى لترسيخ التميز من خلال إنشاء أصول حيوية أساسية ومتنوّعة تدعم الحلول العلاجية وبحوث علوم الحياة من أجل تحقيق الابتكارات الطبية والتوصل إلى اكتشافات دوائية جديدة وتعزيز سبل الوقاية من الأمراض، لتقديم أرقى مستويات الرعاية الصحية الشخصية والدقيقة والوقائية للجميع.
وقالت وكيل دائرة الصحة - أبوظبي، الدكتورة نورة خميس الغيثي: «يهدف إطلاق البنك الحيوي في أبوظبي إلى تحقيق التميز في مجال البنوك الحيوية على مستوى المنطقة. وسيسهم البنك في جمع ثروة من البيانات البيولوجية والطبية التي ستحفّز على تحقيق المزيد من الإنجازات العلمية، وتسريع التوصل إلى اكتشافات دوائية، وبالتالي تعزيز قدرة الإمارة على إيجاد حلول للتحديات الصحية المحلية والعالمية».
وأضافت الغيثي: «ستعود هذه الخطوة بفوائد جمّة على مستويات الرعاية السريرية والمخرجات العلاجية للمرضى، مع التركيز على العلاجات التي تعتمد على الخلايا الجذعية المستخلصة من الحبل السري، والدفع نحو تقديم العلاج بالخلايا الجذعية على أرض دولة الإمارات»، مشيرة إلى قدرة بنك أبوظبي الحيوي على ربط دم الحبل السري والأنسجة والخلايا الجذعية ومجموعة واسعة من العينات البشرية الطبيعية والمرضية مع السجلات الجينومية والبروتينية والسريرية الكبيرة، ما يمهد الطريق لمبادرات نوعية ومتطورة ستنقل القطاع الصحي في الدولة نحو آفاق أكثر رحابة، ليكون وجهة لكبرى شركات التكنولوجيا الطبية العالمية والباحثين والمستثمرين الراغبين في تعزيز أواصر التعاون وقيادة الابتكارات في المجال الطبي.
وسيدفع البنك الحيوي في أبوظبي نحو تحوّل نوعي في المنظومة الصحية لدولة الإمارات، وسيمهد الطريق للخروج بأفضل نتائج الرعاية، وسيدعم قدرة الدولة على تلبية الحاجة الماسة إلى توافر الخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري، بما يحسّن من قدرات البحث والابتكار الطبي على المستوى الإقليمي. وتعمل الخلايا الجذعية كأدوات إصلاح حيوي وتساعد في شفاء الأنسجة وتجديدها وتعويض خلايا أخرى، ويمكن استخدامها لعلاج مجموعة معينة من أمراض الدم والجهاز المناعي، على غرار سرطان الدم، وسرطان الغدد الليمفاوية، وأمراض نخاع العظم التي تتطلب عملية زرع.
وبقدرة كبيرة تمكنه من تخزين 100 ألف عينة من دم الحبل السري وخمسة ملايين عينة بشرية، سيخلق البنك الحيوي في أبوظبي مجموعة متنوّعة من البيانات التي يمكن أن توفّر عينات جاهزة من الخلايا الجذعية المكونة للدم والأكثر توافقاً على مستوى العالم. ويهدف إلى تعزيز صحة ورفاهية المجتمع من خلال تعزيز التدابير الوقائية والوصول إلى خدمات صحية متقدمة وعالية الجودة.
وسيتم تقديم الخدمة عبر أربع مؤسسات صحية رائدة في مجال رعاية الأم والطفل في جميع أنحاء إمارة أبوظبي، وستتوافر الخدمة في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال، وهو جزء من مجموعة M42 ومستشفى الكورنيش، ومستشفى كند، والمستشفيات التابعة لمجموعة إن إم سي للرعاية الصحية.
من جانبه، قال رئيس العمليات التشغيلية للمجموعة في M42، أشيش كوشي: «تلتزم M42 بتطوير القطاع الصحي عبر تقديم أرقى مستويات الحلول الصحية الشخصية والدقيقة والوقائية ووضعها في متناول الجميع. ويأتي إطلاق البنك الحيوي في أبوظبي ليعزّز من زخم الابتكار العالمي في تطوير الخيارات العلاجية الفعالة، إذ ينطوي على إمكانات هائلة لتطوير الطب التجديدي، والمساعدة في علاج الأمراض النادرة وإجراء الفحوص الجينية والكشف المبكر عن الأمراض وتعزيز البحوث العلمية. ونفخر بشراكتنا المثمرة مع دائرة الصحة – أبوظبي في إطار هذه المبادرة، ونتطلع قدماً لمواصلة التعاون معها، إلى جانب مزودي خدمات الرعاية الصحية الآخرين لدفع عجلة التقدم في القطاع الصحي، وترسيخ مكانة أبوظبي مركزاً عالمياً لعلوم الحياة».
فوائد البنك
سيعمل البنك الحيوي على جمع وحفظ خلايا الحبل السري محلياً، ليقدم للمتبرعين خيار حفظ الخلايا الجذعية للمولود الجديد منذ لحظة ولادته، للاستفادة منها في تقديم علاجات فعالة لأمراض تهدد الحياة، وذلك دون أي خطر على الطفل.
ويمكن للسيدات الحوامل اليوم حفظ الحبل السري لمولودهن عبر إجراءات غير مؤلمة وفي غاية الأمان والسلامة ودون أي تدخل جراحي، إذ يمكن لذلك أن يسهم في إنقاذ حياة المزيد من الأشخاص بما يقود في نهاية المطاف إلى تعزيز الصحة والعافية في الدولة. كما يتيح البرنامج إمكانية حفظ الخلايا الجذعية في البنوك العامة أو الخاصة.
ويتخذ البنك الحيوي في أبوظبي من مركز أوميكس للتميز لدى M42 مقراً له، وهو مزوّد بتقنيات سباقة مؤتمتة وأفضل بنية تحتية من نوعها لتخزين العينات الحيوية بسلامة وأمان، ليكون قادراً بذلك على توفيرها بسهولة لأغراض البحوث والعلاج لمدة 30 عاماً.