ما هو الألم المزمن؟
الألم المزمن هو الألم الذي يستمر لفترة تزيد عن ثلاثة أشهر أو لمدة أكثر من المدة الزمنية المتوقعة لعملية الشفاء في الجسم. قد يحدث الألم بعد الإصابات أو العمليات أو الأمراض القابلة للتشخيص، وقد يحدث أيضاً دون أي سبب محدد.
يختلف الألم المزمن عن الألم الحادّ أو قصير الأمد، والذي نعرف جميعاً بأنه يحدث بعد الإصابات أو الأمراض أو العمليات. يكون هذا الألم بمثابة نظام تحذير ينبّهنا إلى وجود خطأ ما. نميل إلى الاستجابة لذلك عن طريق حماية المنطقة المؤلمة من خلال الراحة أو تعديل ما نقوم به، الأمر الذي يعدّ مفيداً لأنه يتيح للجسم الشفاء بأفضل قدر ممكن.
بمجرد أن يتجاوز الجسم عملية الشفاء، فلن يعود هناك حاجة لنظام الإنذار هذا. ومع ذلك، فإننا نعرف بأن الألم يستمر بالنسبة لبعض الأشخاص بغض النظر عن بدايته. إذ يخضع الجهاز العصبي لتغيّرات، ويستمر في إرسال رسائل الألم مثل نظام الإنذار الخاطئ الذي يستمر في إصدار صوت حتى في حال عدم وجود ضرر. وبالتالي، يتحول الألم في هذه المرحلة إلى حالة مرضيّة بدلاً من أن يكون عامل إنذار مفيد.
بمرور الوقت، يمكن أن يكون من الصعب التعايش مع الألم، ومن الشائع أن يبدأ الألم المستمر في التأثير على بعض مجالات الحياة مثل النوم والعمل والحياة الاجتماعية والعلاقات والهوايات. ويمكن أن يكون لذلك تأثير سلبي على عافيتنا العاطفية ونوعية حياتنا.
ما نعرفه من الأبحاث هو أن علاج الألم يصبح أكثر صعوبة بمجرد أن يصبح مزمناً. لا يوجد حالياً أي علاج طبي من شأنه أن يقضي تماماً على الألم المزمن على المدى الطويل، لذا تعتمد علاجاتنا على التدخلات الطبية قصيرة الأمد، والتي قد تخفف الأعراض في حال نجاحها. ونظراً لأن العلاجات الطبية لا تقضي على الألم تماماً بشكل عام، فإن الفريق سيأخذ أيضاً بالاعتبار تأثيره عليك وعلى حياتك، وقد يتم النظر كذلك في أساليب العلاج الأخرى.
نطاق الخدمات
من بين حالات الألم المزمن الشائعة التي نقوم بعلاجها: العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية لعلاج آلام الحوض والآلام المزمنة بعد الولادة وتمزق أربطة وعضلات الحوض. آلام الرأس والرقبة بما فيها مختلف أنواع الصداع والشقيقة (الصداع النصفي)، وآلام العمود الفقري والفقرات بما فيها آلام أسفل الظهر وآلام الرقبة والألم العضلي الليفي، وآلام الحوض بما فيها الانتباذ البطاني الرحمي ومرض التهاب الحوض المزمن، وآلام المفاصل بما فيها آلام مفاصل الكتف والركبة والورك، والحالات المؤلمة التي تترافق مع الحمل بما فيها آلام أسفل الظهر والصداع والشقيقة، بالإضافة إلى العديد من الحالات المؤلمة الأخرى التي لم يتم ذكرها هنا.
موعدك الأول
في موعدك الأول، ستخضع لإجراء تقييم كامل من قبل استشاري في علاج الألم. عادةً ما يستغرق هذا الموعد 30 دقيقة ويتم فيه البحث عن منشأ حالة الألم وتطورها لديك، والاستفسار عن أي فحوصات أو علاجات تم إجراؤها حتى الآن (بما في ذلك مراجعة أدويتك بشكل كامل)، وكذلك مستوى الألم الذي تعاني منه. كما سنقوم أيضاً بتقييم تأثير الألم على أنشطتك اليومية والعمل والنوم والمزاج والصحة النفسية. من المهم أن تخبر الاستشاري عن أي حالات طبية تعاني منها، لأنها يمكن أن يكون لها دور في الألم. ويرجى إخبار الاستشاري إذا كان هناك أي احتمال بأن تكوني حاملاً. كما ستشمل بعض المواعيد إجراء فحوصات بدنية للمنطقة المؤلمة.
ما الذي تحتاج لأن تحضره معك؟
عليك إحضار قائمة بأي أدوية تتناوله حالياً، بالإضافة إلى أي صور أو تقارير من مستشفيات أخرى، والتي لها صلة بحالة الألم الحالية.
ماذا يحدث بعد موعدك الأول؟
بناءً على التقييم الذي نقوم بإجرائه، سيتم وضع خطة علاج ومناقشتها معك. هناك مجموعة من العلاجات، وقد يتم وصف علاج واحد أو أكثر حسب حالتك. وربما تتم إحالتك لإجراء المزيد من الفحوصات إذا لزم الأمر. وقد تحتاج إلى أخذ موعد لمتابعة الحالة مع استشاري أو ممرض متخصص.
طرق العلاج المتاحة
نحن نستخدم أحدث أساليب العلاج الجديدة بالشكل الأفضل لمرضانا بما في ذلك (على سبيل المثال لا الحصر): الأساليب الدوائية بواسطة أدوية بسيطة ومتقدمة للسيطرة على الألم، والوخز بالإبر، وجلسات حقن الأدوية عن طريق الوريد، وحقن البوتوكس، والحقن في النقاط المؤلمة من العضلات، والحقن في المفاصل، والحقن في فقرات العمود الفقري بالحدّ الأدنى من التدخّل الجراحي، واستئصال أجزاء من الأعصاب بالترددات الراديوية وغيرها.
مهمتنا
لا تقتصر مهمتنا على مساعدتك على التخلص من الألم المزمن فحسب، أو على التخفيف من شكايتك على الأقل، بل تتمثل في مدّ يد العون حتى تتجاوز معاناتك وتعود إلى ممارسة أنشطة حياتك الطبيعية وعائلتك وأصدقائك.
